منتديات السلمة بحري - سلمة العدلاناب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات سلمة العدلاناب


2 مشترك

    حصاد السراب - قصة من الواقع

    avatar
    العدلانابي
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 131
    تاريخ التسجيل : 10/02/2009
    العمر : 43

    حصاد السراب - قصة من الواقع Empty حصاد السراب - قصة من الواقع

    مُساهمة  العدلانابي الثلاثاء مارس 10, 2009 2:47 pm

    تردد الصوت الرخيم لموظفة استعلامات مطار ابو ظبي معلنا" وصول رحلة الخطوط الجوية السودانية القادمة من الخرطوم ولم تنسى تذكير السادة المسافرين بضرورة تكملة اجراءات سفرهم، انتزع صاحبنا جسده من المقعد الوثير ومشي ببطء نحو الكاونتر مادا" جواز سفره واوراقه وطاف ببصره للمره الاخيره مودعا"، كم مرت سريعا" هذه السنوات الخمس فبالامس القريب كان دخوله الاول لهذه الدوله تحدوه الآمال العراض بتحقيق احلامه وطموحاته نعم ... يذكر جيدا" كم كان مرفوع الرأس في انفة وكبرياء وكانه يلفت انظار الحاضرين لهذا القادم من ارض المليون ميل، (تفضل يا طيب) ناداه الموظف لاستلام اوراقة بعد عمل اللازم تقدم في خطى ثقيلة يدفع حقائبه على عربة بعجلات، استوقفه احد الهنود العاملين بالمطار قائلا": ( رفيق وين يروح هذا سامان في ممنوع لازم يركب داخل) وفي استسلام شديد ترك اغراضه معه وتجه صاعدا" الى سلم الطائرة.
    (الى جميع الركاب الرجاء ربط الاحزمة) تأكد صاحبنا من حزامه على الرغم من انه قام بربطه منذ قليل واغمض عينيه محاولا" النوم ولكن هيهات، مال هذه الافكار تأبى ان تفارقه هرش رأسه قليلا محاولا استجماع شتات زهنه ثم سرح صاحبنا طويلا" تذكر كيف تلقى الخبر بوصول الفيزا فصاحبنا يعتبر اكبر الابناء في الاسرة والده رجل مكافح يعمل في مجال الزراعة ورزق اليوم باليوم، لديه ثلاثة اشقاء واربعة شقيقات اكمل تعليمه حتى الثانوية وترك الدراسة لكي يخفف الحمل على والده وكان يرجو ان يساعد في تربية اخوانه واخواته ويراهم من نجوم المجتمع، كان يتمنى لهم ان يحققوا مالم يستطع تحقيقه هو، فنذر نفسه لتربيتهم ورعايتهم، خصوصا" بعد ان تقدم والدهم في السن واقعده المرض، عمل صاحبنا بالتدريس فترة ليست بالقصيرة ثم تركها مهاجرا" الى الخرطوم عله يوفق في مصدر رزق آخر خصوصا" مع زيادة متطلبات الحياة، فتقل في شتى ضروب المهن الى ان جاء اليوم الموعود، قابله احد اصدقائة القدامى بالصدفة في احدى مركبات النقل العام وبعد السلام والتحية والسؤال عن الاحوال تطرق بهم الحديث الى ما آل بهم الحال الصديق: وين انت يا زول واقع رد عليه قائلا": والله عايشين مرة هنا ومرة هناك والحمد لله، (ودرست في اي جامعة سأل الصديق مجددا") والله انا ما كملت بس توقفت عند الثانوية، يازول ده كلام شنو انت كنت اول الفصل ومافي زول بنافسك فيها، تململ صاحبنا قليلا" فادرك صديقه انه لايرغب في مواصلة الموضوع وبلباقة ادار دفة الحديث قائلا": يا اخوي رايك شنو نهاجر لدول الخليج؟ فرد عليه صاحبنا هو نحنا لقينا وقلنا لا بس كيف السبيل؟ التقط صديقه طرف الحديث وكأنه كان ينتظر هذا السؤال اسمع يازول في وكالة في السوق العربي قالوا دايرين (حراس امن) لابو ظبي رايك شنو؟ ماعندي مانع لكن ناس الوكالات ديل بكونوا عاوزين ملايين وانت عارف البير وغطاها ، يازول ماتشيل هم كدي خلينا النشوفهم في الاول وكان الموضوع ماعجبنا (شوف العين ما قتل الغزال)، كان هذا الحوار يدور وهم في الحافلة متوجهين للسوق العربي ومن (ابو جنزير) مباشرة الى الوكالة وبعد نقاش مستفيض اتفقوا معهم على دفع مبلغ اثنين مليون جنيه، مليون مقدما" عند وصول الفيزا والاخر على دفعات.
    What you like to drink Sir,,
    اقتلعت العبارة صاحبنا من تأملاته black coffee with out sugar please بعبارة مختصرة رد على المضيفة وتململ في مقعده الوثير وهو يلحظ بطرف عينه اليمنى الأسرة السودانية التي تجلس بجواره، لكم يحسدهم على هذا الفرح الغامر الذي يغمرهم كيف لا وهم في طريقهم لقضاء الإجازة بين أهلهم وأحبابهم، يا ترى كيف سيستقبله الأهل بعد هذا الغياب والانقطاع الذي دام سنين طويلة، طويلة بما تكفي ليتحول رأسه إلى (واحد فول واثنين جبنه) طويلة بقدر ما تحول أخاه الأصغر إلى مهندس كهرباء وتزوجت أخواته الأربع أما هو فلم تزده السنوات إلا هموما على همه، يا زول خليها على الله تمتم بهذه العبارة محاولا أن يطرد الهواجس التي تدافعت إلى خاطره دفعة واحدة ولكن هيهات.
    أدخل في جيب قميصه العلوي باحثا عن علبة الدواء التي لا تفارقه وتناول منها حبة وضعها في فمه ثم رشف عليها جرعات من قارورة المياه التي بجواره، سبحان الله حتى طعم الماء قد تغير بالنسبة له، لقد ضاع مع شرب المياه المعدنية والمشروبات الغازية، أين أنت أيها النيل الخالد تذكر كيف كان يشرب بيديه العاريين من طرف الجدول في هدوء لا يعكره غير صوت (وابور ود الفكي) أو هديل القمري بجنينه (المك) و أبوه يستحثه على النهوض (يا جنا ودرت نهارنا) ثم ينهض في تكاسل حاملاً (مخلاتيه) التي تحتوي على الفطور وكيس التيراب، نعم تذكر ذلك اليوم الذي وافق الجمعة الاخيره له بالبلد كيف ارتدى خاله فتح الرحمن جلبابه و (حدر العمة) ثم خطب في المصلين بعد الجمعة قائلاً ( يا أخوانا الليلة الغداء عندنا أصلوا نحن عاملين كرامة لود أختي (الفنجري) عشان مسافر الإمارات) ، كانت حروفه تخرج بقوة مندفعة في إصرار وكأنها أوامر يجب تنفيذها وكان شامخ الرأس في عزة وكبرياء، كيف لا وهو يملاه الفخر بابن الأخت الذي ابتسمت له الدنيا في لحظة، ليس وحده فتح الرحمن الذي علق الآمال العراض على اغترابه بل اغلب الذين حضروا الكرامة كانت عبارات التشجع والأمل تملاهم ، حتى فاروق صاحب الدكان الذي يعتبر من أعيان البلد والذي كان لا يعيره أدنى اهتمام، دنا منه في ذلك اليوم وربت على كتفه قائلا : ما شاء الله يا ولدي والله ما خيبت ظننا فيك وأبقى عشرة علي نفسك وما تخلي الفلوس تنسيك أصلك ، الفلوس هه ؟؟؟؟ هز رأسه باستهزاء عن غير وعي عندما وصل هذه النقطة ......... ولنا عودة
    الكتابة دي ما من الراس من الكراس وكاتبه الاصلي استاذنا ايمن الأغبش بس الموضوع عجبني
    avatar
    عمده
    مشرف المنتدى الإجتماعي
    مشرف المنتدى الإجتماعي


    عدد المساهمات : 54
    تاريخ التسجيل : 28/06/2009

    حصاد السراب - قصة من الواقع Empty رد: حصاد السراب - قصة من الواقع

    مُساهمة  عمده الثلاثاء يونيو 30, 2009 4:15 pm

    واللة ماشاء الله عيني باردة ... مشروع كاتب حقيقي ...
    ما غير اي( كسير تلج ) بداية ممتازة جداً
    وفقك الله .............
    avatar
    العدلانابي
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 131
    تاريخ التسجيل : 10/02/2009
    العمر : 43

    حصاد السراب - قصة من الواقع Empty رد: حصاد السراب - قصة من الواقع

    مُساهمة  العدلانابي الأحد ديسمبر 20, 2009 9:31 pm

    عمده كتب:واللة ماشاء الله عيني باردة ... مشروع كاتب حقيقي ...
    ما غير اي( كسير تلج ) بداية ممتازة جداً
    وفقك الله .............

    ههههههههه

    بس النصيحة ليك يا الله القصة منقولة ... وساوافيكم ببقية فصولها ان الله هون

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 7:24 pm