منتديات السلمة بحري - سلمة العدلاناب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات سلمة العدلاناب


2 مشترك

    مساعدية اللوراي ( ذات الشجن والحنين )

    avatar
    عمده
    مشرف المنتدى الإجتماعي
    مشرف المنتدى الإجتماعي


    عدد المساهمات : 54
    تاريخ التسجيل : 28/06/2009

    مساعدية اللوراي ( ذات الشجن والحنين ) Empty مساعدية اللوراي ( ذات الشجن والحنين )

    مُساهمة  عمده الثلاثاء يوليو 14, 2009 5:43 pm

    هذا زمان كانت فيه لـ(اللواري) بالسودان (شنة ورنة)، و(اللوري) للأجيال الجديدة هو عربة مكشوفة أقل من الشاحنات العملاقة الحالية التي تجوب الطرقات, ينقل فيه التجار من سوق أم درمان والأسواق الأخرى إلى المدن القصية أنواعاً مختلفة من البضائع.. ترتفع حمولة اللواري إلى السماء، لا يخشى سائقه إلا عاديات الطبيعة، وكانت تلك الحمولة مدهشة بالنسبة لنا ونحن صغار، كيف أمكن وضعها ورصها بهذا النظام الخاص على ظهر اللوري؟... واللوري بعد ذلك يشق (قيزان الرمال) وكأنه يبكي أو يتحدي (دحاااانج.. دحاااانج) تشعر بالشفقة والمتعة في آن واحد، فصوت اللوري الهوستن يأتيك حزيناً جميلاً وهو يقاوم الرمال، ومليء بالتحدي في ذات الوقت.

    وقد وثقت الكثير من الأغنيات لـ(اللوري)، ففي وسط السودان تسمع:

    سوق يا سواق اللوري سوق يا سواق

    واختى الدقداق يا سواق

    سوق بي رواقه يا سواق

    وقد كان السائقون من أشهر الناس في القرى والأرياف البعيدة، يعرفهم الناس من خلال (تعشيقهم للعربة) وحسب (الأبنص) أو (الكوز)، فحين يصدر أحدها صوتاً ضعيفاً يعرف الناس أنه تبع (اللمين أبحمد)، وعندما يصدر آخر صوتاً متبوعاً بـ(بوري) فهو بلا شك لوري (ود الدمبة) في وسط السودان، وهو من أشهر السائقين الذين عرفوا كيف يطوعون اللوري في مختلف الطرقات، وفي كل المواسم، فيغني الأطفال:

    ود الدمبة ضرب البوري

    ود الدمبة سايق اللوري

    ود الدمبة سايق زينة

    ود الدمبة الله لينا

    ثم ها هو الكابلي يغني لبنات نوري في أغنيته (مروي):

    يا اللوري تشيل منو

    غير بنات نوري تشيل منو

    وهكذا يمكن أن تجد أغنيات كثيرة للوري في مناطق السودان العديدة، فقد شكل ذاكرة الكثيرين قبل أن تأتي وسائل النقل الحديثة.

    (المساعدين).. دنيا من الشجن

    و(المساعدين) أو (كماسرة) اللواري، هم أكثر من يعاني في أيام الخريف في المناطق الطينية، أو هم أشقياء في المناطق الرملية، ومع ذلك فهم ليسوا فقط عمالاً عاديين، بل عالم ومجتمع خاص له لغته، وعاداته وطريقة عيشه، يربط أحدهم (عنقريباً) صغيراً إلى جانب البضاعة أو فوقها، لينام فيه إن توقفت الرحلة لعمل (تاية) في الطريق، وما أن يتحرك اللوري حتى يتخذ المساعد موقعاً بين (صندوقي) اللوري في الأعلى، ثم يبدأ في ترديد الأغاني والدوبيت والصفير، يفعل ذلك ليفك عن نفسه الغربة والوحدة التي يعانيها، فليس له أنيس في الطرقات المعتمة والطويلة في بوادي ووديان السودان البعيدة، والمراقب لهؤلاء (المساعدين) يجدهم أكثر ترديداً لأغنيات الفنان مصطفى مضوي الحزينة:

    الوليد الضيف غرقتنوا كيف

    وا سواد أمو الأهلو في الجريف

    أو تسمعهم يرددون له:
    قالت لي ساكن وين؟ غلبيني أجيب وأتكلم
    تقول لا بعرف الكلمات ولا طول عمري كله نضم
    برضو تقولي ساكن وين؟
    مصرة السمحة عشان تفهم
    حاوريها ساكن وين عشان أرتاح وأزيل الهم
    ساكن في عيون حلوات وبسمة جميلة وأجمل فم
    ساكن في خدود نايرات والخد البألم ألم
    ساكن في صدير عالي يا دوب تفاحو اتدردم

    وتجدهم معجبون ويرددون هذا المقطع كثيراً.. أو تراهم يرددون شعر الدوبيت في أبياته الشهيرة:

    الناس في العروض ما تقيسا بي تيبانا

    ما يغرك لباسم والعروض عريانا

    دول حراس رزق زي التكنو أمانة

    زي إبل الرحيل شايلا السقا وعطشانا

    أو يرددون أبيات الحاردلو الشهيرة:

    الخبر الأكيد قالوا البطانة إترشت

    وساريتن تبقبق للنهار ما أتفشت

    وبت أم ساق علي طرف الفريق أتعشت

    أو تسمعهم يرددون الأبيات الشهيرة أيضاً:

    الشّمْ خَوّخَتْ

    بَرَدَنْ ليالي الحّـرّة

    والبرّاق بَرَقْ..

    مِنْ مِنّا جاب القِرّة

    شوف عيني الصِّقير بجناحو كَفَتْ الفِرّة

    تلقاها أم خدود الليلة مَرَقَتْ بَرّة

    ويكثرون من التغني للحبيبة التي هي بعيده عنهم، ولا تدري على وجه الدقة إن كانوا قد أقاموا علاقات مع الجنس الآخر أم لا، لأنهم في حالة ترحال مستمر، وربما تعددت عندهم الحبيبات لتعدد الأماكن.. من يدري؟

    لكن الطبيعة تأبى إلا أن تقطع عليهم حبلهم هذا، إذ لا يتعين فقط على المساعد حمل (الصاجات) الثقيلة فحسب في المناطق الرملية، وإنما مواكبة حركة اللوري الأسير جرياً بحيث ترمى الصاجة مع حركة اللوري ثم تتبعها رادفة فرمية إلى أن ينفك أسر اللوري ويلحق به (المساعدية) لاهثين، لكنهم يعودون إلى الاستمتاع بغنائهم الذي يشق صمت الليل على الطريق:

    آه آه بقينا مودعين

    إن شاء الله من العايدين

    يا خلي آه قولي دحين

    كيفن أقوم أنا جيت متين

    وهم هنا يقاومون رغبة الرحيل المتستمر.. وارتباط (مساعدية اللوري) بغناء الحنين والشجن ربما يعود لابتعادهم عن موطنهم الأصلي لتسفارهم المتواصل لمناطق السودان المختلفة، رغم أنهم تعرفوا على أنواع مختلفة من الثقافات والأغنيات لأنهم يمرون على قهاوي ومطاعم عديدة على طول الطريق الذي يسلكونه، وفي كل منطقة من السودان يتعرفون على مزاج خاص لأصحابها, فبعضها يفضل الكابلي كما عند الهوسا والفلاتة، وبعضها يستمع لزيدان كما عند أهل نيالا والضعين، والبعض يستمع لمحمد الأمين.. وهكذا، لكن (المساعدين) يستمعون بكثافة لفنانين محددين من أمثال مصطفى مضوي كما قلنا، أو الفنانة الشهيرة عندهم إكرام بت العز صاحبة الأغنيات الشعبية الإيقاعية التي تدعو للفراسة والشجاعة.. وهكذا، فهم من ناحية يتغنون بأغاني الحنين والشجن، ثم يتجهون إلى الأغنيات الحديثة لفنانين حديثين, حسب التأثر والإقامة في القهاوي والكافيتريات والمطاعم الممتدة على طول الطريق، ويدهش المرء كيف لهؤلاء (المساعدية) حفظ الأغنيات والتراث القديم؟ خاصة وأن أغلبهم, إن لم يكن كلهم, تسربوا من مقاعد الدرس باكراً، أو أنهم لم يعرفوا طريق التعليم من أساسه؟ إذن هو التسفار المتواصل الذي مكنهم من حفظ كل تلك الأغنيات، وربما وحشة الطريق أيضاً.

    ولأن اللواري كانت في يوم من الأيام واحدة من أدوات التبادل الاقتصادي والتجاري والثقافي بين السودانيين، وواحدة من أدوات التعايش الاجتماعي، وحفظ الجغرافيا السودانية، فإن أردت أن تتعرف على الثقافات الشعبية المحمولة على الشفاه تجدها لدى (الكماسرة)، لكن مطلوب منك أن تسأل نفسك لماذا يميل هؤلاء (المساعدين)- الخفاف- إلى غناء الحنين والشجن؟ قد تتعدد لديك الإجابات، لكن تذكر دائماً أن الأسفار مليئة بفوائد تتعدى الخمس
    avatar
    العدلانابي
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 131
    تاريخ التسجيل : 10/02/2009
    العمر : 43

    مساعدية اللوراي ( ذات الشجن والحنين ) Empty رد: مساعدية اللوراي ( ذات الشجن والحنين )

    مُساهمة  العدلانابي الثلاثاء يوليو 14, 2009 5:54 pm

    اللواري الشالنكم
    ياحميد أخوي كيفنكم

    كبكب كبكب كبكب
    الله دي دايره ليها عرضة جاااامدة

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 4:29 pm