منتديات السلمة بحري - سلمة العدلاناب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات سلمة العدلاناب


    أجمل ما كتب عبد الماجد عبد القادر ( صحيفة الوطن )

    avatar
    العدلانابي
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 131
    تاريخ التسجيل : 10/02/2009
    العمر : 43

    أجمل ما كتب عبد الماجد عبد القادر ( صحيفة الوطن ) Empty أجمل ما كتب عبد الماجد عبد القادر ( صحيفة الوطن )

    مُساهمة  العدلانابي الأربعاء مارس 25, 2009 3:02 pm

    مرة أخرى سأكرر النكتة -وهي نكتة ما بايخة جداً - والتي تقول إن إحدى السيدات لاحظت أن دولاب الملابس الخاص بها في غرفة نومها ينفتح وينغلق من ذاته دون سبب معروف .. وحاولت كثيراً أن تقوم بعمليات إصلاح لهذا الدولاب الذي يحوي أهم ممتلكاتها من ثياب وجزم وحلي ذهبية، مثلما يحوي ملابس زوجها .. ولما لم تتمكن من فعل شيء مفيد اضطرت أن تذهب الى النجار الذي يسكن مجاوراً لنفس المربوع الذي يقيمون فيه .. وعلى الرغم من مشغوليات الرجل وطلبه أن يتم إحضار الدولاب في الورشة إلا أنه اخيراً وبعد إلحاح من السيدة ذهب الى منزلها للقيام بإصلاح الدولاب.. فقام الأسطى بمعاينة الدولاب من فوق ومن تحت ومن الداخل والخارج ومن جميع الجهات لكنه لم يجد سبباً يجعل هذا الدولاب يفتح ويقفل بصورة متكررة .. على أنه لاحظ أن الدولاب يتزامن في الفتح والإغلاق مع وصول البص في المحطة الملاصقة لمنزل السيدة.. واقتنع فعلاً بأن هناك علاقة غير مفهومة ما بين باب الدولاب والبص الذي يتوقف في المحطة، خاصة وأن العملية قد تكررت بصورة متواترة وبمتوالية هندسية .. ولهذا فقد فكر الباشمهندس أن يظل في داخل الدولاب حتى يقف البص في المحطة ويتأكد هو مما يحدث في الداخل.. وفعلاً طلب من السيدة أن تقوم بالسماح له بالدخول في الدولاب وأن تقفل عليه بالمفتاح وتتركه في الداخل لكي ينتظر البص التالي .. وانتظر الرجل كثيراً في ذلك الجو الحار والمناخ الساخن في صيف السودان الذي تبلغ درجة الحرارة فيه ما يقارب اثنين وخمسين درجة مئوية - وبالمناسبة في هذه الدرجة فإن قوانين الصحة العالمية بالأمم المتحدة تمنع العمل، وتطلب من الناس البقاء في منازلهم دون حركة، ولا أدري لماذا لايفيض علينا ناس الامم المتحدة لأننا نخالف أوامرهم ونعمل في درجات حرارة عالية جداً .. المهم أن الرجل في داخل الدولاب سخن سخانة شديدة وسال العرق من كل جسمه، مما اضطره الى أن يخلع القميص والفنيلة وينتظر البص... ولكن البص تأخر والسخانة زادت بحيث اضطر الرجل ان يخلع البنطلون وينتظر ومرة اخرى تأخر البص وزادت السخانة واضطر الرجل أن يملص «آخر حاجة عندو» ويقعد في «السهلة ميطي» ... وبرضو ظل ينتظر البص ولسوء حظه وبعد كل هذه المعاناة والحر والعرق لم يأتِ البص ولكن حضر زوج السيدة من العمل. وكان مجهداً جداً يحمل عمته وملفحته بين يديه، وتوجه مباشرة الى الدولاب ليضع ملابسه ولكنه فوجئ بوجود واحد غريب وكمان عريان وداخل الدولاب ...وألجمته المفاجأة ووقف مبلحقاً في المنظر وهنا خاطبه الرجل بعد ان خرج من الدولاب وهو عريان قائلاً:«طبعاً لو قلت ليك أنا منتظر بص المواصلات الجاي ما حتصدقني»...
    وربما توسلنا بهذه الطرفة لنقول ان اهل الدول الغربية والاستعمار الحديث لم يكن هناك أي مجال لنا في ان نوضح لهم أننا مع حقوق الانسان او اننا لسنا بإرهابيين او على الاقل لاندعم الارهاب .. او اننا ضد مصالحهم . هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فالجماعة ديل عندهم «غبينة بايتة» معانا منذ عهود بعيدة ليس اقلها ما فعله المك نمر في حرق الجيش التركي الذي كان معظمه من المرتزقة البريطانيين، حيث كان اسماعيل باشا مجرد قائد اسمي لأرتال من الاجانب وليس اقلها الاطاحة بالاستعمار الانجليزي واغتيال غردون باشا الذي كان فيما سبق حاكماً استعمارياً في الصين والهند .. وليس اقلها كسر «المربع الحربي البريطاني» الذي فعله عثمان دقنة في مربع الجيش الانجليزي مما ادى الى تاريخ هذه الحادثة التاريخية كواحدة من ابواب العلوم العسكرية .. وهي التي ادت الى زعزعة الجيش الانجليزي وفتح المجال امام الطليان للاستيلاء على اثيوبيا وارتيريا.. ولأن الانجليز كانوا في منافسة حادة مع الفرنسيين على استعمار دول غرب افريقيا، فقد كان الصراع عنيفاً بين الاثنين للحصول على هذه المستعمرات بأي ثمن .. وحيث استقر الامر للفرنسيين في تشاد والنايجر والسنغال وساحل العاج، الا أن السلطان علي دينار كان قد «بهدل» الانجليز واضطرهم لضربه بالطيران العسكري .. وظل يقاتلهم حتى بعد انقضاء الحرب العالمية الاولى مما اضعف نفوذ الانجليز في غرب افريقيا وافسح المجال للفرنسيين ومكن ايطاليا من احتلال ليبيا .. ويبقى ان الشاهد في الامر هو ان الصراع المحتدم بين فرنسا وبريطانيا وايطاليا وبلجكيا لاحتلال الدول الافريقية انتهى بعد الحرب العالمية بتقسيم افريقيا الى مجموعة من الدول التابعة لها .. وكان من نصيب السودان ان يكون احد ممتلكات بريطانيا يجاوره شرقاً ممتلكات ايطاليا ممثلة في اثوبيا وممتلكات فرنسية في الغرب هي تشاد وممتلكات ايطالية في الشمال الغربي هي ليبيا وممتلكات بلجيكية في الجنوب وهي الكنغو.. ولأن السودان كان من اول الدول التي نالت استقلالها، فإن البريطانيين قد شعروا بالمرارة الشديدة طالما أن منافسيها الآخرين استطاعوا الاحتفاظ بمستعمراتهم واثروا فيها .. وعلى الرغم من الجهود التي بذلها الانجليز في زرع عملائهم داخل البلاد ومع ممارسات الاستلاب الثقافي لبعضهم ووضع بعض الاحزاب في جيوبها، الا أنهم مع كل هذا فشلوا في تأكيد قبضتهم على ناصية الامر السياسي والاقتصادي .. ولأن بريطانيا دولة قد غابت عنها الشمس بعد ان كان شعارها «الامبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس...» فقد قامت امريكا بملء الفراغ الذي تركته بريطانيا وورث الامريكان عن الانجليز كل مستعمراتهم بما فيها السودان .. وبهذا الفهم فإن امريكا ستظل تلاحق ثروات السودان التي في باطن الارض والتي في سطحها بحق الوراثة المزعومة، ومن المؤكد أن علاقة السودان بدولة الصين تمثل الضربة القاضية التي مارسها نظام الانقاذ وبذكاء شديد يحسد عليه حتى استطاع دحرجة هذه الدولة العظيمة - الصين - الى مربعه او قل ان السودان قد ادخل نفسه في دولاب الصين حتى فاجأ «الزوج» الامريكي بأنه قاعد «جوه الدولاب» وكمان «مالص هدومو» .. تماماً مثل ما فعل الاسطى الذي احضرته السيدة لإصلاح دولابها الذي يفتح مع توقف البص عند المحطة المجاورة للمنزل..
    ولعل الذكاء الخارق الذي استكملت به الانقاذ كل مستحقات الدخول داخل «دولاب هدوم الصين» .. والاستعانة بها لاستخراج البترول واستجلاب المعدات اللازمة لهذه الصناعة المحتكرة قطعة قطعة من جاي وجاي والبر والبحر ومن فوق ومن تحت حتى اكتملت الحكاية صامولة صامولة .. كل ذلك جعل امريكا تفقد اعصابها وهي التي بدأت اكتشاف البترول بالسودان من قبل خمسين عاماً واجتهدت فيه على ايام النميري واغلقت الآبار الى حين حاجة .. ثم يأتي هؤلاء المتطرفون ، ليلعبوا من وراء ظهرها ويجعلوا منها اطرشاً في الزفة .. فهذا ما لن يقبله الخواجات ويبقى علينا ان نظل ممسكين بكل روابط للتعاون مع دولة الصين، طالما أن الامريكان قد ضبطونا ونحن داخل «دولابهم» وكمان قاعدين من غير هدوم .. ويبقى ان نتوقع ان تحرك امريكا أذنابها من انجليز وفرنسيين ومن محاكم عرجاء وهياكل ومنظمات دولية حتى تعمل فينا قصة الثعلب الذي لم يتمكن من أكل الدجاج فأدخل له ذنبه داخل القفص.. والدجاج يكورك .. والثعلب يقول سهر الجداد ولانومو...

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 5:53 pm